القرآن الكريم الكتاب الخالد

قال تعالى: ﱩﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﱨ المائدة: 15ـ 16.
القرآن الكريم هدية الله سبحانه إلى البشرية، يهديها إلى طريق سعادتها قال تعالى: ﱩﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﱨ الإسراء: 9.
وهو كلام الله سبحانه وتعالى بلّغه لنا عن طريق نبينا محمد’، وقد أوصانا الرسول’ بالاهتمام والعمل به، وغداً يشتكي من أمته لهجرها له، قال تعالى حاكياً عن لسان النبي’: ﱩﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﱨ الفرقان: 13.
والآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحث على الاهتمام بالقرآن وتلاوته والعمل به كثيرة جداً، لذا ينبغي على كلّ مسلم أن تكون قراءته للقرآن في كلّ يوم من برامجه الثــابتـة، ويختار له الوقت المناسب، ويفضل أن يكون قبل أو بعد الصلاة.
ورد عن النبي’ وأهل بيته^ الـكثير من الأحاديث التي تتحدّث عن أثر تلاوة القرآن وثوابها وتعلّمه، نذكر منها:
1ـ عن رسول الله’ قـال: «أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل» بحار الأنوار: ج 84، ص 138.
2ـ عن أمير المؤمنين×: «تَعَلَّمُوا القُرآنَ فَإِنَّهُ أَحسَنُ الحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ القُلُوبِ، وَاستَشفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ» نهج البلاغة: ص 164.
3ـ عن أبي عبد الله× قال: «إِنَّ البَيتَ إِذَا كَانَ فِيهِ المَرءُ المُسلِمُ يَتلُو القُرآنَ يَتَرَاءَاهُ أَهلُ السَّمَاءِ كَمَا يَتَرَاءَى أَهلُ الدُّنيَا الكَوكَبَ الدُّرِّيَّ فِي السَّمَاءِ» الكافي: ج2، ص 610.
4ـ عن أمير المؤمنين×: «البَيتُ الَّذِي يُقرَأُ فِيهِ القُرآنِ وَيُذكَرُ الله عَزَّ وجلَّ فِيهِ، تَكثُرُ بَرَكَتُهُ، وَتَحضُرُهُ المَلَائِكَةُ، وَتَهجُرُهُ الشَّيَاطِينَ» الكافي: ج2، ص 610.
5ـ عن رسـول الله ﷺ قَالَ: «مُعَلِّمُ القُرآنِ وَمُتَعَلِّمُهُ، يَستَغفِرُ لَهُ كُلُّ شَيءٍ، حَتَّى الحُوتُ فِي البَحرِ» مستدرك الوسائل: ج4، ص 235.
6ـ عن أبي عبد الله×: «القرآن عـهـد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كلّ يوم خمسين آية» الكافي: ج2، ص609.
7ـ عن الإمام الصادق×: «وعلـيـكـم بتلاوة القرآن، فإنّ درجات الجنة على عدد آيات القرآن، فإذا كان يوم القيامة يُقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ، فكلما قرأ آية رقى درجة…» الأمالي، الصدوق: ص 441.
1ـ الطهارة
المقصود بها ألّا يكون عـلـيـه غـسـل وأن يكون عـلى وضوء، فلا يجوز مسّ حروف القرآن وآياته مـن غـيـر وضـوء وطهـارة، فعن أبي بصير قال: سألـت أبـا عـبـد الله عمّن قرأ في المصـحف وهو على غير وضوء؟ قال: «لا بأس، ولا يمسّ الكتاب» الأمالي، الصدوق: ص 441.
2ـ البدء بالاستعاذة
قال تعالى: ﱩﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﱨ النحل: 98، من كمال الأدب أن يـشـرع الـقـارئ في القـراءة بالاسـتـعـاذة، ويقـصـد بها تطهير القلب من الوسوسة الصارفة عن ذكر الله تعالى.
3ـ القراءة بخشوع وتدبر
حيث ينبغي لقارئ القرآن أن يجلس بتأدب وخشوع ويبتعد عن الفوضى وكلّ ما قد يُشـتت الذهن، ويُقبل على التلاوة متفرغاً لها، فقد ورد عن الإمام الصادق×: «قَارِئُ القُرآنِ يَحتَاجِ إِلَى ثَلَاثَةِ أَشيَاء: قَلبٍ خَاشِعٍ، وَبَدَنٍ فَارِعٍ، وَمَوضِعٍ خَالٍ، فَإِذَا خَشَعَ لِلَّهِ قَلبُهُ فَرَّ مِنهُ الشَّيطَانُ الرجيم» بحار الأنوار: ج82، ص 43، وقال تعالى: ﱩﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﱨ محمد: 24.
4ـ القراءة بتمهل وبصوت حسن
عـن الإمـام الـصـادق× فــي تفـسـير قـولــه تـعـالى: ﱩﭢ ﭣ ﭤﱨ المزمل: 4، قـال: «هـو أن تتمكث فيه بقراءة القرآن وتُحسن به صوتك» بحار الأنوار: ج89، ص 191، فينبغـي أن تـكـون القـراءة بتمعّن وتمهّل، والغرض منها أن يتدبر القارئ معـاني القــرآن الكـريـم ومـرامـيه، فينتفع بأحكامه ومواعظه، فعن رسـول الله ﷺ: «إِنَّ لِكُلِّ شَـيءٍ حـليَة وَحـليَةُ القُرآنِ الصَّوتُ الحَسَن» الكافي: ج2، ص 615، فإنّ زينة القــرآن الكـريــم الصــوت الحـسـن، لما يُحدثه من تأثير في قلب القارئ والمسـتـمع على حدّ سواء، ممّا يُساهم في تليين القلوب القاسية.
5ـ تعلّم القراءة الصحيحة
من المهم جداً أن نـقـرأ بالشـكــل الـصـحـيــح قراءة خاليةً من الأخطاء اللفظية أو النحوية، أو اللغوية؛ لأنّ أيّ خطــأ لغوي سيغير في المعنى وفي كلام الله تـعـالى، فــثلاً إذا لم تضبط الحركـات الإعرابية من فتحة وضمة وكسرة، يتغير المعنى بشكل كبير، نذكر على سبيل المثال قـولـه تـعـالى: ﱩﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪﱨ البقرة: 124، فإن قرأت كـلـمـة إبـراهـيـم بالضم والعلماء بالفتح يتغير المعنى، ويكون إبراهيم الفاعل والله المبتلى والعياذ بالله وكذلك في قوله تعالى: ﱩﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤﱨ فاطر: 28.
وقد حثّـت الروايات الشريفة على تعلّم القرآن وتعـليمه، منها ما جاء عن الرسول الأكرم’: «خياركم مَن تعلّم القرآن وعلّمه» بحار الأنوار: ج92، ص19.
6ـ الاستماع إلى القرآن الكريم
الاستماع إلى القرآن الكـريـم مـن مـظـاهـر الاحتـرام لـكلام الله سـبـحـانـه. وهـو مــا أمـَرَنـا بــه الله تـعــالى، إذ قـال: ﱩﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﱨ الأعراف: 204، ومعنى الاستماع والإنصات، أن يكون السامع قاصداً الإصغاء لمّا يُقرأ، ذلك الإصغاء المشفـوع بالسكوت عند تـلاوة كلام الله احتراماً له، فإنّ من العادات السـيـئـة أن تــرى بـعـض الأشخاص في أثناء قراءة القرآن في مجالـس الـفـاتحة وغيرها يتكلّم ويضحك و من غير أن يكترث في المجلس للقرآن الكريم.
وقد بينت الروايات الشريفة فضل استماع القرآن والإنصات له، فعن رسول الله’ أنّه قال: «مَن تلا آيةً من كتاب الله كانت له نوراً يوم القيامة، ومن استمع لآية من كتاب الله كُتبت له حسَنةٌ مُضاعفة»، وعنه: «يُدفَعُ عن قارئ القرآن بلاء الدنيا، ويُدفع عن مستمع القرآن بلاء الآخرة» تاريخ دمشق: ج32، ص 175.
لا بــدّ مــن الإشــارة إلى ضرورة الرجوع إلى العلماء في فهم الآيات وتفسيرها، والتأمل بمعانيها وعــدم التفسير بالرأي، حتّى لا يكون المرء مصـداقـاً للحـديـث الـقدسـي: «ما آمن بي مَن فسّر برأيه كلامي» الأمالي، الصدوق: ص 55، وقول رسـول الله ﷺ: «مَـن قـال في القـرآن بغـير عــلـم فليتبوأ مقعده من النار» الأمالي، الصدوق: ص 55.
يقول الإمام الخامنئي: «فليحتفظ كلّ واحد منكم بنسخة من المصحف في جيبه، فإذا كنتم في مكان ما ووجدتم متسعاً من الوقت، كما لو كنتم تنتظرون شيئاً، حتّى لو دقائق قليلة دقيقتين، أو ثلاث، أو خمس أو نصف ساعة، فافتـحـوا الـقـرآن وابـدؤوا بتلاوته، وبـذلك تسـتطيعون أن تحـصـلوا عـلى حـالـة الأنـس بالقـرآن. فإنّنا، وعلى امتداد ثماني سنوات من الحرب المفروضة، وبينما كنّا تحت أزيز الرصاص ووقع المدافع، كنّا نجد على الجبهات شباناً يستغلون كلّ فرصة وكلّ متسع من الوقت للاشتغال بتلاوة القرآن كانوا وهم في تلك الحالة من الحرب المستعرة يفترشون الأرض، ويتناولون المصاحف، ويقضون أوقاتهم بالتلاوة. كنّا نجدهم يفعلون ذلك أيضاً أثناء ركوبهم الشاحنات أو ناقلات الجند، وهكذا وصلوا» المعارف الإسلامية: ج1، ص 94.