إذاعة الإنسان ذنوب نفسه
روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (المذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بالسيئة مغفور له) [الكافي ج ٢ ص ٤٢٨].
هذا الحديث من محاسن كلام الإمام الرضا (عليه السلام) الذي في مذاكرته إحياء لذكره، ومعناه: أن على الإنسان المذنب أن يستر نفسه ولا يعلم الناس بذنوبه السابقة.
وذلك لأن ستره على نفسه من موجبات الغفران إن تاب وأحسن، وأما من يذيع للناس فواحش نفسه ويذكر لهم ماضيه الأسود فإنه من موجبات الخذلان.
ومن لطف الله تعالى أنه يريد منك أن تستر على نفسك وتمسك لسانك عن فضحك؛ لأن ذنبك ما دام بينك وبين الله تعالى فإن الله غفور رحيم، وإذا علم به الناس فسوف يعيرونك ولا يغفرون لك زلتك!
وفي أدعية الإمام زين العابدين (عليه السلام) ما يشير إلى هذا المعنى كقوله (عليه السلام):(فَلَوِ اطَّلَعَ اليَومَ عَلى ذَنبي غَيرُكَ ما فَعَلتُهُ وَلَو خِفتُ تَعجيلَ العُقوبَةِ لاجتَنَبتُهُ لا لأنَّكَ أهوَنُ النَّاظِرينَ وَأخَفُّ المُطَّلِعينَ بَل لأنَّكَ يا رَبِّ خَيرُ السَّاتِرينَ).
ثم يصور (عليه السلام) حاله تعالى في ستره على العباد إلى درجة كأنه يستحي منهم قائلاً: (حَتَّى كَأنَّكَ أّغفَلتَني وَمِن عُقوباتِ المَعاصي جَنَّبتَني، حَتَّى كَأنَّكَ استَحيَيتَني) [الصحيفة السجادية للابطحي ص ٢٢٤].